يتابع الأستاذ المرشد في "جماعة المسلمين ورابطتها" "البحث عن رأب الصدع بين الدعوة والدولة في البناء المستقبل لدولة القرآن"، ويعمق الحديث عن روح هذه الدولة وهي الدعوة الربانية وغايتها الإيمانية الإحسانية، وعن حاضر ومستقبل الإسلام، ويجيب في كل ذلك عن الأسئلة الكبرى: من هم "جماعة المسلمين"؟ ما الفيصل بين العالمية والقطرية؟ كيف يمكن جمع الشتات؟ ماذا يجمع جماعات الدعوة اليوم وغدا؟ أية علاقة تربط الدعوة بكل الأطياف الأخرى بمختلف ألوانها؟ أية رسالة لأية دولة؟...
عن كل هذه الأسئلة وغيرها يجيب الأستاذ المرشد -بالألمعية والبيان المعهودين في كتاباته حفظه الله- على امتداد الفصول الأربعة لهذا الكتاب: "الدعوة والدولة" "ولاية الله ورسوله والمؤمنين" "جماعة المسلمين" "القيادة "
"المعارضة المخربة"
هذا عنوان باب من كتاب "جماعة المسلمين ورابطتها" للأستاذ المرشد عبد السلام ياسين الذي ألفه منذ حوالي 30 سنة ولم يصل دوره للطبع إلا الشهر الماضي. من هذا الباب أقتطف المقتطف التالي لما فيه من قراءة دقيقة لوقائع نعيشها اليوم وكأن النص كتب لوصف واقع عاش الكاتب أحداثه، مما ينم عن عمق نظر الأستاذ عبد السلام ياسين ورؤيته الاستشرافية. يقول في الصفحة 88 من الكتاب: ..." لكن المعارضة والنق...د إن كانا وسيلتين للعنف والتخريب، أو كانا افتراء وبهتانا وتآمرا على دولة الحق فلا مكان لهما بيننا. ما أسرع ما ترتفع رؤوس الفتنة غدا لتعارض القومة اﻹسلامية، وتزرع في طريقها اﻷشواك! من المثقفين المغربين من ينتقد لونا من ألوان الحكم لا عهد لهم به . اليمينيون منهم سينكرون وقوف حزب الله إلى جانب المستضعفين ، واليساريون سيدفعون المزايدة في هذا الاتجاه ، و أهل المصالح و الامتيازات سيضجون و يتآمرون و يهربون الأموال ، وكل من يفطمه الإسلام على ثدي كان يمتصه ، أو فساد كان يمارسه ، أو ترف كان يرتع فيه ، أو استغلال كان يدر عليه المال الحرام ، سيقوم ليسهم بمعوله في تخريب القومة الأسلامية و دولة القرآن الوليدة . سيقومون وسينفذون مخططات الجاهلية لعرقلة سيرنا"
ابو اسامة