نظمت جريدة ملفات تادلة وكلية الآداب ورئاسة جامعة السلطان مولاي سليمان ببني ملال ندوة علمية بكلية الآداب ببني ملال يوم السبت 24 نونبر 2012 على الساعة الرابعة بعد الزوال
تحت عنوان
L’enseignement au Maroc au défi du XXIe siècle
أطـــرهـــا العالم والمناضل البيداغوجي والخبير الدولي البروفيسور أحمد معتصم
تنويه
المحاضر الذي كان يتحدث بفرنسية بسيطة، لا يعادلها في بساطتها إلا الأفكار التي تنساب بتسلسل مذهل وتلقائي، ما جعلني أحدث نفسي: سوف أشتغل على هذه المحاضرة الغنية جدا بطريقة خاصة إذا وفقت فيها فسأستمر عليها في ما سيأتي من المساهمات
أَقْرَأُ أفكارا واكتبها كما أتخيل أنني أقرأها كتابة، أحاول أن تكون كتابة/قراءة، الكتابة فيها قد تجعلك تبتعد عن القراءة الحرفية للأفكار و هذا يليق بأفكار في مستوى الأفكار التي سمعناها بل أنصتنا إليها ونحن في حالة تأمل خالص لا يحصل مع محاضر عادي
النهر ينبع دائما من منطقة مجهولة ولكنه قد يصب في حضارة
1. منبع النيل من بحيرة فكتوريا،منبع دجلة والفرات من الأناضول. النيل هو الحضارة المصرية ودجلة والفرات هي العراق(شعوب مابين النهرين من أشوريين وكلدانيين ...الخ. المهم عندما نتحدث عن الأنهار ليس المنبع ولكن المصب
2. بالنسبة للثقافة أيضا،لا يهم المنبع لأن المنبع هو قدر من الله ولا يد للإنسان فيه، ما يصنعه الإنسان بنفسه يأتي في المرتبة الأولى، قيمة الإنسان هي ما يتقنه، وهدف الإتقان هو ما ينفع الناس وهنا منبع الحضارة في تاريخ الإنسان.
3. الذين يحتجون بمقولة لغة الأمlangage maternel يرتكبون مغالطة غير مقبولة: الخلط بين الكلام langage و اللغة langue
الإنسان حيوان ناطق وحتى إشعار آخر
4. اللغة هي كلام منظم langage structuré ، الإنسان هو الذي اخترع اللغة على مقاس القدرة التي تميزه على بقية الحيوانات والتي هي التفكير، ولذلك فان اللغة ليست كائنا طبيعيا وحين نقول أن الإنسان حيوان ناطق فتلك مغالطة وتغليط، لأننا حينها نخلط بين اللغة والكلام.
5. الثقافة التي نسميها ثقافة عربية منبعها هو الحجاز ولكنها تصب في حوض المتوسط، انها ملك الشعوب المتوسطية بالأساس وأحرى أن نسميها "الثقافة العرسطية (عربية متوسطية) aramed
6. حتى الحروف التي تكتب بها العربية اليوم لم يكن يعرفها أهل الجزيرة، فهي من صنع المغاربة وبالتحديد الموحدين الأمازيغ.
7. الهوية المغربية هي أمازيغية بنسبة %90 من الناحية الأنتروبولوجية وعربية لغة وثقافة.
لا مزايدة في قضية التعليم
8. الحكومة الحالية رفعت شعار فشل التعليم : لا يجب أن يدخل التعليم والتربية في المزايدات السياسية. عمر السياسيين قصير لأنه يرتبط باستحقاقات قصيرة المدى(انتخابات،حكومات متعاقبة...) أما التعليم فهو انجاز على المدى البعيد:الوحدة الزمنية هي الجيل .
9. لا يجوز مقارنة ما لايقارن Comparer des choux et des carottes
التعليم المغربي لا يقارن مع التعليم في البلدان التي تستعمل لغة واحدة في التلقي. عندهم هناك لغة واحدة يتعلم بها المتلقي ولغة ثانية للعبور إلى العالمية. 10. مراحل التعليم
-التعليم الأولي (أقل من سبع سنوات) : التربية عن طريق اللعب
- التعليم الابتدائي: تعلم القراءة وليس، تقترن هذه المرحلة عمريا ونفسيا بأن الطفل يكون في حماية الوالدين فهو في وضعية استقرار نفسي وأمان : يقرأ ما هو مكتوب و يكتب الحروف فقط (مرحلة ماقبل الكتابة)
-التعليم الإعدادي و التأهيلي: تعلم الكتابة
- التعليم العالي: البحث والابتكار
نتفق في الجدع المشترك ولا باس ان نختلف بعد ذلك
11. قبل أن نصل إلى ما هو خصوصي spécifiqueيجب أن نخلص مما هو مشترك ، ما يسمى في مراحل التعليم: الجدع المشتركtronc commun
12. في بلد مثل بلجيكا مثلا، لا توجد وحدة لغوية ولكن هناك عملة واحدة. هناك جدع مشترك على مستوى السوق بحدود وطنية أو جهوية. عندنا لا يوجد مشكل تواصل على مستوى اللغة وبالعكس يوجد تشويش على مستوى الوحدة النقدية(الفرنك، السنتيم، الدرهم، الريال، الريال في المنطقة الشمالية، الدورو، حتى الذين يستعملون الريال يفكرون بالسنتيم عندما يصلون إلى مليون سنتيم...الخ
13. تعلم عدة لغات يبتعد عما يتصل بمفهوم الجدع المشترك
- إن على المستوى الفردي : إتقان عدة لغات هي مهارة استثنائية عند مجموعة محدودة من الأفراد، لا يمكن أن نرهن برنامجا عموميا للتعليم بقدرات استثنائية وغير عادية
- و إن على المستوى الوطني: إتقان اللغات الوطنية يتصل بمفهوم الجدع المشترك على مستوى استثمار ما هو مكتسب من التعليم الأولي
14. الرجوع إلى حرف تيفناع أضر بتعليم الأمازيغية،عوض أن يتعرف المغاربة على أمازيغيتهم بالحروف التي تعلموها خلال خمسة سنوات نمدد فترة تعلم الأبجدية بفرض حروف قديمة ،ذات أصل فينقي، ولا يتعدى ارتباطها بالأمازيغية كون الأمازيغ الأولون استعملوها في كتابتهم قبل أن يخترع المغاربة الحروف المغربية (التي نسميها تجاوزا الحروف العربية) ، تعلم حرف تيفناع كان يمكن تأجيله إلى مرحلة مابعد الجذع المشترك وهي مرحلة البحث والتخصص. تعلم الأمازيغية إذا أخذناها بمفهوم الجدع المشترك فيجب أن ندخلها من الباب المشترك وليس من النوافذ الخصوصية
سنوات الرصاص بل سنوات عدم اليقين
15. سنوات الرصاصannées de plomb)) : الذين أطلقوا هذا الاسم كانوا مهتمين فقط بالجانب السياسي لهذه المرحلة من مظاهر التوتر(احتجاج ضد السلطة، عنف، مؤامرات من جهة وجوابها: اعتقالات، تعذيب، اغتيالات...الخ
16. تم إقصاء الوطنيين من السلطة وبدأ التآمر على الشرعية الوطنية ثقافيا وتعليميا من خلال ضرب المبادئ الأساسية: التعريب، التوحيد والتعميم والمَغْرَبَة التي كانت تحقق إجماعا وطنيا على هذه المبادئ في التعليم
17. سنوات الرصاص كانت بهذا المعنى التربوي سنوات اللايقين années d’incertitude
ليتعلم الاخرون منا
18. لقد انتشر الإسلام كثقافة واكتسح في زمن قياسي رقعة كاسحة من العالم .انتشار الإسلام : السر هو انه اخترع بيداغوجيا فريدة هذه خصوصياتها
a. تحديد الهدف
b. البحث عن أقرب الطرق للوصول الى الهدف
c. ترتيب الأولويات: الثقافة الشفوية هي البيداغوجيا الأسرع والأقل تكلفة. لم يقف المعلمون المسلمون في أداء رسالتهم عند تعليم المهارات (الكتابة واحدة من هده المهارات)
d. التعليم عن طريق الأبجدية لا تتناقض مع التعليم الأولي ولكنه يكمله على مستوى النخبة
e. إذا وصلنا إلى تحويل كل المتعلمين إلى متعلمين أَلِفْبائِيينْalphabétes فهذا هو الأفضل ولكنه في مرتبة الكماليات.
f. التربية أولا وهذه لا تحتاج إلى الحروف الأبجدية، يمكن أن نستعمل قبل ذلك كل وسائل التواصل الممكنة، ليس بالضروري أن تكون أبجدية
g. الأبجدية هي القاعدة الأولى للتعليم أما التربية فتبدأ قبل استعمال الحروف
19. أمامنا تحدي ومؤامرة ضد وحدتنا الترابية ونحن نواجه هذا التحدي باكبر منه وهو تطبيق الحكم الذاتي و الجهوبة الموسعة. فرنسا مثلا التي ورثت تراثا نابليونيا اسمه المركزيةcentralisme. هل يمكن لهذا البلد أن يعطينا دروسا في اللامركزية. يمكن ان ننجح في التحدي ونعطي للآخرين دروسا حقيقية من خلال التجربة الوطنية
لا يكفي ان نبني الجدران
20. المدرسة تبدأ ببناء الجدران وبعدها نهمل الجدران لنمد الجسور
21. الهذر المدرسي ليس هو فقط مغادرة المتعلم لصف الدراسة قبل الحصول على شهادة مدرسية رسمية، الهذر هو أننا لم نجهز قنوات لتصريف مهارات اكتسبها التلميذ في المدرسة أو اكتسبها خارج المدرسة
خاتمة من اجل أن نبدأ
22. أعتذر في النهاية إذا كان اتفاقي مع الأستاذ المعتصم في أم الأفكار جعلني أتكلم بحرية زائدة. محاضر مثل ذ المعتصم لا يجعلك تستمع فقط لان البرنامج الذي يخطط له مثل هؤلاء الكبار هو أن يخلقوا عند المتلقي الحاجة إلى التفكير
نتابع التأملات التي بدأت مع حلقات:"من تأويل الأحاديث" وتواصلت مع "تداعي الأفكار". كانت هذه الحلقة الأولى من "اقتباسات وأفكار" وقد خصصناها لمحاضرة الأستاذ احمد المعتصم. سنعود ذات حلقة قادمة. فضاء للكبار فقط