خاص / تحليل . هل هي بداية نهاية حكومة بن كيران.. أنباء عن سفر مفاجئ لرئيس الحكومة رفقة شباط لملاقاة الملك بفرنسا..؟
الخميس 23 ماي 2013
كلامكم/خاص
صمت رهيب ذاك الذي تعيشه الساحة السياسية المغربية ومعها انتظارات الشعب المغربي، وكأنه ذلك الهدوء الذي يسبق العاصفة
غاب عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، أمس الأربعاء، عن جلسة البرلمان وأسئلته، لأسباب قالت بعض المصادر إنها أسباب شخصية، دفعت بنكيران إلى تأجيل الجلسة إلى وقت لاحق، وهو تأجيل لا يجب المرور عليه مرور الكرام خصوصا في هذا الوقت الحرج بالضبط. هناك من يقول إن رؤساء فرق أحزاب الاتحاد الاشتراكي والأصالة والمعاصرة والاستقلال والاتحاد الدستوري اجتمعوا مع رئيس البرلمان والتمسوا أن لا يكون تدخل بنكيران روتينيا، كما هو معهود فيه، يتخلله التلاسن بينه وبين بعض النواب البرلمانيين، مهددين بالانسحاب من الجلسة إن كان هذا ما يرومه رئيس الحكومة.
لكن الملاحظ هو وجود نبرة سياسية مهيمنة مؤخرا على تصريحات بعض الزعماء السياسيين، آخرها الخرجة الإعلامية لصلاح الدين مزوار، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، الذي طالب حكومة بنكيران بتقديم استقالتها من تدبير شأن البلاد. خرجة إعلامية لا يمكن أن تكون بريئة إلا إذا كانت لها دوافع خفية أو هناك من دفع بها للخروج، وهي إشارة عن وجود طبخة كبيرة تعد في الكواليس لا يعلم فحواها إلا الراسخون في تدبير شؤون البلاد والمتحكمون في أمور دواليبها. إلى جانب ذلك، لابد أن نقف في اليوم التالي من تصريحات مزوار في محطة ما سمي بالاندماج التاريخي بين الحزبين العمالي والاشتراكي مع حزب الاتحاد الاشتراكي، محطة هاجم فيها ادريس لشكر ما نعته بالقوى " المحافظة"، في إشارة إلى الأحزاب المشاركة في الحكومة الحالية، والتي من بينها حزب التقدم والاشتراكية الذي اعتبره لشكر حزبا داخل التيار المحافظ ومن المشاريع الماضوية التي كادت تجهز على مكتسبات 50 سنة من الديمقراطية التي تسير نحوها البلاد منذ الاستقلال إلى اليوم.. لكن كيف أصبح حزب التقدم والاشتراكية حزبا "محافظا" بعدما كان من مؤسسي الكتلة الوطنية رفقة الاتحاد الاشتراكي وحزب الاستقلال والاتحاد الوطني للقوات الشعبية..؟
هناك زيارة لها ما لها وعليها ما عليها، وهي زيارة ثلاثة رؤوس مهمة في تدبير شؤون البلاد إلى وزارة الخارجية الأمريكية بداية هذا الأسبوع، وهم الطيب الفاسي الفهري، مستشار الملك محمد السادس، ويوسف العمراني، الوزير المنتدب في الخارجية، وياسين المنصوري، المدير العام للدراسات والمستندات، ورشاد بهولال، سفير المغرب بالولايات المتحدة الأمريكية، واستقبالهم من طرف السيدة ويندي شيرمان، نائبة كاتبة الدولة، والسيدة بيث جونز، مساعدة كاتب الدولة، ليلتحق بهم في وقت لاحق بمقر الاجتماع الوزير جون كيري.
زيارة أثارت حفيظة وزير الخارجية المغربية سعد الدين العثماني الذي احتج لدى أحد مستشاري الملك حول من يكون وزير الخارجية، هل هو العثماني أم يوسف العمراني؟. ويبدو أن العثماني غابت عنه أبجديات السياسة، ويكون قد فاته أن لا تغيير سياسي في العالم يمكن تفعيله بدون مباركة أمريكا وفي أعظم الدول، فما بالك بالمغرب.
معطيات لا بد أن نشير إليها حول موضوع تأجيل بنكيران لجلسة اليوم الخميس بالبرلمان المغربي، مفادها أن بنكيران يكون قد حمل حقائبه وسافر بسرعة رفقة حميد شباط، القيادي الاستقلالي المثير للجدل، بمعية قياديين حزبيين آخرين إلى فرنسا، حيث يوجد الملك محمد السادس، لتدارس الطريقة التي يمكن لحكومة بنكيران أن تحمل بها حقائبها استعدادا لمفاجآت مرتقبة قد تعصف بحكومته وإجراء انتخابات قبل الأوان أو تعديل حكومي كأقل الأضرار.. لكن إلى متى؟