© أ ف ب
غداة انتخاب رجل الدين المعتدل حسن روحاني رئيسا جديدا لإيران، اعتبر محللون أن أمام الجمهورية الإسلامية فرصة لتحسين صورتها بعد ثماني سنوات من حكم المحافظ المتشدد محمود أحمدي نجاد
من هو الرئيس الايراني الجديد ؟
يرى محللون ان انتخاب المعتدل حسن روحاني رئيسا لايران بشكل مفاجىء يمكن ان يساعد الجمهورية الاسلامية في تحسين صورتها بعد الاتهامات بالتزوير وقمع التظاهرات في 2009 والمأزق الذي وصلت اليه المفاوضات في الملف النووي وتصريحات محمود احمدي نجاد المثيرة للجدل.
وقال الرئيس السابق اكبر هاشمي رفسنجاني السبت قبل ان ينتهي فرز الاصوات "اذا كان لدى الاعداء الحد الادنى من الانصاف، فسيعترفون بان ايران نظمت اكثر انتخابات ديموقراطية في العالم
نبذة عن حسن روحاني
اعداد فرانس 24
في العام 2009 اعرب رفسنجاني عن "شكوك" فئة من الشعب ازاء نزاهة الاقتراع واعادة انتخاب احمدي نجاد. وفي تلك الفترة ندد المرشحان الاصلاحيان مير حسين موسوي ومهدي كروبي بتزوير كثيف ووجها دعوة الى مناصريهم للنزول الى الشارع. وقامت السلطة بقمع حركة الاحتجاج بعنف ما ادى الى المساس بصورة البلاد
وبعد اربع سنوات ياتي فوز المعتدل حسن روحاني المفاجىء الذي لا لبس فيه ليمحو وصمة الانتخابات الرئاسية السابقة رغم ان العملية الانتخابية لا تزال تخضع لرقابة مشددة من النظام، بحيث لم يتمكن العديد من المرشحين من المشاركة في الاقتراع
وقال اصلاحي يعمل في احدى كبريات الصحف المعتدلة في البلاد لوكالة فرانس برس "من الحملة الانتخابية وصولا الى الانتخابات وحتى احتفالات انصار روحاني في الشارع، كل شيء جرى بدون اي حادث وفي اجواء جيدة
وقال نائب مدعي البلاد كما نقلت عنه الصحافة ان "الكثير من الصحافيين الاجانب حضروا الى ايران. واذا كانوا يتحلون ببعض الحياد، فسيعترفون بنجاح الديموقراطية الدينية الايرانية".
هل سينجح روحاني في تحسين صورة إيران في العالم؟
ويقول المحلل امير مهبيان المقرب من المحافظين ان هذه الانتخابات تثبت ان "التناوب السياسي ينجح في ايران لانه بعد الرئيس الاصلاحي محمد خاتمي (1997-2005) انتخب الرئيس المحافظ محمود احمدي نجاد (2005-2013) واليوم يعود معتدل مجددا" الى السلطة
ومن شأن شخصية الرئيس الجديد- الذي كسب احترام الغربيين بسبب بعض المرونة التي ابداها في تحركه حين كان مكلفا المفاوضات النووية بين 2003 و 2005- ان تسهل العلاقات مع المجموعة الدولية التي تسبب سلفه في تعقيدها بسبب تصلبه لا سيما في مسالة الملف النووي.
وقال محلل ايراني اخر رفض كشف اسمه لوكالة فرانس برس ان "الرئيس احمدي نجاد اعطى نفسه سمعة مغامر مع تصريحاته غير المتوقعة وغير الملائمة حول شطب اسرائيل وتشكيكه بحصول المحرقة او حتى توقعاته حول زوال الولايات المتحدة قريبا
واضاف "كان وجه ايران في العالم. وهذه الصورة ستتغير. وستصبح صورة رجل هادىء يتقن كلماته مع خطاب معتدل
وتابع هذا المحلل "لذلك بدون شك سارعت اسرائيل، التي تعرف ما سيكون اثر هذه الصورة الجديدة، الى التعليق بالقول انه يجب عدم رفع العقوبات عن ايران
إيران في عهد رئاسة محمود أحمدي نجاد 15/06/2013
وتشتبه الدول الغربية في سعي ايران لامتلاك السلاح الذري تحت غطاء برنامجها النووي المدني وهو ما تنفيه طهران على الدوام
ويامل العديد من الايرانيين في الواقع في استئناف المفاوضات وتحقيق تقدم فيها ما سيدفع بالقوى الكبرى الى تخفيف العقوبات التي تسببت بازمة اقتصادية خطيرة في البلاد
وقد سارعت العواصم الغربية الى الاشادة بفوز روحاني بدءا بواشنطن التي "ابدت استعدادها للتعاون مباشرة" مع طهران في مسالة البرنامج النووي الايراني
كما هنأت دول الخليج روحاني بفوزه. وكانت علاقاتها مع طهران تدهورت في السنوات الماضية بسبب النزاع السوري على خلفية دعم ايران بشكل ثابت لنظام الرئيس السوري بشار الاسد، وكذلك بسبب ملفات اقليمية مثل الوضع في البحرين
واضاف المحلل ان "تغير صورة ايران سيتيح بدون شك اخراج الملف النووي من المأزق واستئناف العلاقات مع الغربيين" فيما ابدى الرئيس المنتخب تاييده لحوار مباشر مع واشنطن
أ ف ب