محمد السعدي
بعدما اعتقلت الفرقة الأمنية التابعة لمفوضية الشرطة بسوق السبت خمسة أشخاص متلبسين ببيع الدقيق المدعم في السوق الأسبوعي يوم 19 أكتوبر من السنة الماضية ، و احتجاز شاحنتين وسيارة من نوع فورد «ترانزيت»يحملون ما يقارب ستة أطنان من الدقيق المدعم. وبعد متابعتهم بالمنسوب إليهم وبعدما تطرق الإعلام الوطني لهدا الموضوع ومعه جريدة الاتحاد الاشتراكي ليوم 23 أكتوبر من السنة الماضية تحت عنوان الدقيق المدعم يباع " بالعلالي" في السوق الأسبوعي لسوق السبت بدأت تخرج إلى الوجود شاحنات محملة بالأطنان تجوب مجموعة من الجماعات التابعة لإقليم الفقيه بن صالح لإيصال الدقيق المدعم إلى المواطن لكن غير المستحسن في هذه العملية هي الطريقة العشوائية التي يتم الإشغال بها فبمجرد ما أن تصل الشاحنة إلى الدوار تتجمهر وتتجمع حولها الساكنة فيبدأ التدافع والازدحام وحتى الوسطات و"التسميسر" من أجل الاستفادة من هذه المادة التي تعتبر المادة الأساسية للمواطن فكل من شاهد هذه "الشوهة "تعود به الذاكرة إلى المناطق التي تمزقها الحروب أو المناطق المصابة بالكوارث الطبيعية
لقد غابت كرامة المواطن وحضرت الإهانة من خلال هذا الأسلوب المذل الذي يشتغل به المشرفون على توزيع هذه المادة الأساسية بل أعادنا إلى العهود الغابرة من تاريخ الإنسانية خصوصا في هذا الظرف الذي يتبجح فيه الحزب الحاكم أنه يقف إلى جانب الفقراء
ومن خلال كل هذا تناسلت للمتتبعين العديد من الأسئلة أبرزها أين كانت تذهب هذه الأطنان التي بدأت تخرج إلى الوجود قبل اعتقال المتلبسين ؟ وهل من مسؤول يضع حدا لهذه الإهانة التي يتعرض لها المواطن صاحب الكلمة الأولى والأخيرة في هذا البلد ويعيد القطار إلى سكة الكرامة