عبد الله لعماني
ـ"إن إحياء ذكرى الرفيق محمد بوڭرين، ليس من باب البكاء والنحيب، بل من أجل تكريم المكافحين والمناضلين المخلصين من أمثال الرفيق بوڭرين". هذا ما قاله الأستاذ العباسي عباس، في الذكرى الرابعة لرحيل معتقل الملوك الثلاثة وشيخ المعتقلين السياسيين بالمغرب، والتي أحياها رفاقه، اليوم الأحد على الساعة العاشرة صباحا، بمقبرة أولاد ضريد ببني ملال. والذين التحقوا من جميع جهات المغرب لإحياء ذكراه.ـ
وأضاف أن من بين أسباب إحياء الذكرى هو "عدم ترك بوڭرين ومجموعة من المكافحين المناضلين، عرضة للتوظيف والتشويه والتضليل، من طرف الانتهازيين والوصوليين والإنبطاحيين لكفاحه ولتراكمه النضالي، لذلك نقوم بتكريمهم. فهو من أمثال تشي غيفارا، لكن ظروف التضييق والتعتيم الذي كان يعاني منها، حالت دون بروزه كمناضل أممي، بفعل طبيعة النظام الطبقي القائم بالمغرب. ثم نبه إلى أن أعداء بوڭرين يحاولون طمس تضحياته، لكن نحن جئنا هنا لنقول للحركة الانتهازية التحريفية المقيتة أن بوڭرين اقتنع بالإيديولوجية الاشتراكية العلمية كمنهج للتحرر من الاستغلال. لذلك فهو كان حاسما ولم يكن تجريبيا فيما يخص هذه البلاد وحاسما في جميع واجهات النضال.ـ
وأكد أن" إحياء الذكرى ليس للبكاء والنحيب، بل بحضورنا نتذكر ونتفكر ونستلهم ونستفيد من دروسه وتجربته وتضحياته. ليقر بأن "المناضل يجب أن يكون عاطفيا تجاه الشهداء المكافحين، وليس العاطفة الماكرة المرتبطة بدموع التماسيح التي يوظفها الانتهازيون لتمويه المناضلين".ـ
وأشار إلى أن "من بين الدروس التي تركها لنا بوڭرين: «لا تغيير بدون تنظيم»، فالحماس لا يكفي ولا يخلق التغيير لوحده. لذلك كان بوڭرين يحارب التوفيقية داخل التنظيمات الحقوقية (الجمعية المغربية لحقوق الإنسان)، النقابية (الكونفدرالية الديمقراطية للشغل) الجمعيات التربوية (الجمعية المغربية لتربية الشبيبة AMEJ وجمعية التنمية للطفولة والشباب ADEJ)، كما كان صراعه ممتدا مع التصفويين والمرتدين ومع التحريفيين الذين يدعون أنهم أحزاب يسارية اشتراكية وينسقون مع الرجعية والظلامية، والذين يصدق فيهم المثل المغربي «كيندب مع السارح وياكل مع الذيب». لذلك نقول لهم بأن التاريخ سينصف كل الكادحين".ـ
وأشار المحامي بلقاسم أوبنموسى إلى أن "بوڭرين ضحى بحياته من أجل كادحي هذا الوطن المتردي، حيث عاشرناه طيلة فترات الاعتقال واستفدنا من دروسه. يعرفه العمال والكفاحيون والجمعويون والحقوقيون والجلادون في السجون والمعتقلات. وألح على "ضرورة تشكيل لجنة وطنية جهوية لجمع وتنقيح صور بوڭرين والندوات التي أطرها وكلماته التي ألقاها وكتاباته... لرفع التعتيم والتضليل والتشويه الإعلامي عن هذا الشهيد الذي كان يذهلنا صموده".ـ
أما الأستاذ حفيظ بوسهايمن، فذكر بأن "اعتقال بوڭرين سنة 2007 كان اعتقالا سياسيا، وأنه في هذه المرحلة من الاعتقال لم تعد تربطه أية صلة بحزب الطليعة الديمقراطية الاشتراكي، لأن رفاقه في الحزب فضلوا الدخول للانتخابات وهو في السجن يؤدي ضريبة مواقفه".ـ
يذكر أن بوڭرين، ازداد يوم 04 نونبر 1935 وتوفي في 05 أبريل 2010. وقضى حوالي 16 سنة في السجون والمعتقلات السرية والعلنية المغربية. وكان له الفضل في كشف المعتقل السري تازمامارت.ـ