محمد بنسعيد
بحلول يوم 31 مارس، تكون قد مرت على اغتيال الرفيق الشهيد عبد الكريم بنعبد الله 57 سنة الذي يعتبر أول مهندس جيولوجي -المعادن- مغربي بعد إنهاء دراسته الجامعية بفرنسا خلال أربعينيات القرن الماضي كان قد انخرط وهو في ريعان شبابه، وهو طالب، في الأنشطة السياسية والعديد من المبادرات دفاعا عن القضية المغربية.
ومنذ عودته إلى أرض الوطن واصل نشاطه بانخراطه في صفوف الحزب الشيوعي المغربي الذي كان من بين قيادته الوطنية التي صاغت سنة 1946، شعار التعبئة الشاملة وتوحيد الجبهة الوطنية من أجل استقلال المغرب ووضع حد لنظام الحماية. وتعددت نضالاته وأنشطته السياسية حتى انتخب عضوا في المكتب السياسي لهذا الحزب الذي نال كل أصناف التضييق والقمع والمنع من طرف الإدارة الاستعمارية آنذاك.
وفي مسيرته النضالية وكفاحه الوطني بادر عبد الكريم بنعبد الله –قيد حياته- بمعية وطنيين آخرين، إلى تأسيس منظمة "الهلال الأسود" التي ظل من قادتها الميدانيين والتي جعلت من مهمتها، منذ نفي الملك الشرعي للبلاد محمد الخامس طيب الله ثراه، خوض المقاومة السرية المسلحة للتعجيل باستقلال المغرب واسترجاع سيادته.
وفي يوم 31 مارس 1956، أي مباشرة بعد استقلال المغرب امتدت أياد آثمة لاغتيال الشهيد عبد الكريم بنعبد الله الذي يظل رمزا من رموز النضال السياسي الوطني ووجها بارزا من وجوه المقاومة المسلحة التي كرست وندرت نفسها لتحرير المغرب وحقوقه ومصالحه العليا.
ونحن نحيي اليوم ذكرى فقيد حزبنا ووطننا الرفيق الشهيد عبد الكريم بنعبد الله، الذي ضحى بالغالي والنفس والنفيس من أجل تحرير الوطن إلى جانب رفيقاته ورفاقه آنذاك من الاستعمار الغاشم وقد طالته آيادي الغدر الآثمة، إذ لنقف وقفة اجلال وإكبار لروحه الوطنية الصادقة، مسترشدين بهديه في خدمة قضايا شعبنا ووطننا