الشرقاوي بلمعطي
علمنا من مصادر صحفية أن لقاء جمع مستشارا لصاحب الجلالة بقادة الأحزاب السياسية أبلغهم خلاله أن مسؤولين بالإدارة الأمريكية اتصلوا بجلالة الملك محمد السادس لإبلاغه قرار واشنطن التراجع رسميا عن موقفها بشأن مشروع توصيتها إلى مجلس الأمن حول توسيع صلاحيات بعثة "مينورسو" في الصحراء المغربية
وكانت بعثة مغربية على مستوى عال ومسؤولون اخرون قد قاموا بجولات في عواصم الدول الكبرى المعنية بقرار مجلس الامن والمهتمة بالنزاع، لشرح الموقف المغربي وتبيان مخاطر المشروع، اذا ما اصبح قرارا، على المغرب وأمنه وعلى المنطقة واستقرارها في ظل ما يجري بمنطقة الساحل والصحراء
في السياق ذاته سبق وذكرت مصادر اعلامية نقلا عن مصادر مقربة من المشاورات التي جرت في نيويورك حول المقترح الأمريكي القاضي بتوسيع مهمة ‘مينورسو’ (بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية) لتشمل مراقبة حقوق الانسان والتقرير بها لمجلس الامن الدولي، قولها أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، يعمل جاهدا لتلطيف صياغة المقترح الأمريكي بما يضمن توافق مجموعة أصدقاء الصحراء التي تضم الولايات المتحدة وفرنسا واسبانيا وبريطانيا وروسيا، التي تقوم بدراسة المقترح الأمريكي
وربطت نفس المصادر ما بين الجهود التي يبدلها بان كي مون لإقناع مبعوثه الخاص إلى المنطقة كريستوفر روس لتخفيف عبارات التوصية قبل عرضها على مجلس الأمن نهاية الأسبوع المقبل، وما بين ما سربه دبلوماسيون من كون أنه من غير المرجح أن تستخدم فرنسا العضو الدائم في مجلس الامن الدولي حق النقض (الفيتو) لمعارضة اقتراح أمريكي
يذكر ان مصادر صحفية سبق ونشرت أن كريستوفر روس، المبعوث الأممي إلى المنطقة هو الذي أقنع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بتبني مشروع التوصية حيث توجه كريستوفر روس إلى كوري مباشرة بعد توليه رئاسة الدبلوماسية الأمريكية وطلب منه مساعدته للنجاح في مهمته، وطلب منه تحديدا دعم مقترحه الخاص بالكونفيدرالية، وأقنعه بأن توسيع مهام بعثة الأمم المتحدة في المنطقة لتشمل مراقبة حقوق الإنسان من شأنها أن تساعد في إيجاد حل للقضية
وطبقا لنفس المصادر فقد وافق كيري على دعم مواطنه روس، الذي يرى أن حل المشكل بات ملحا مع التطورات الأمنية التي تشهدها منطقة الساحل والصحراء. وكانت مصادر إعلامية قد تحدثت عن كون المقترح الامريكي لم يكن قرارا من الإدارة الامريكية بل هو خطوة منعزلة قامت بها السفيرة سوزان رايس، المندوبة الامريكية الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك
بذلك تكون الدبلوماسية المغربية بفضل الموقف الحازم للملك محمد السادس وكافة الشعب المغربي في رفض أي تعديل في مهام البعثة الأممية وكذا الإجماع الوطني الثابت بخصوص الوحدة الترابية قد حققت مكسبا هاما