في خطابه أمام نواب البرلمان المغربي بالرباط، حيا فرانسوا هولاند، الذي يقوم بزيارة رسمية إلى المغرب، العلاقات القوية والتاريخية التي تربط باريس والرباط والتي لم تهزها لا الأزمات ولا السنوات. ودعا إلى إعطاء دفعة جديدة للشراكة الاقتصادية بين البلدين
طاهر هاني
في قاعة مكتظة بالنواب ببرلمان الرباط، حيا الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في خطابه "العلاقات الاستثنائية" التي تربط فرنسا والمغرب في شتى المجالات، داعيا إلى تعزيزها في المستقبل لكي تصبح مثالا يحتذى به في العالم
وقال هولاند: "أنا فخور جدا بالعلاقات الفرنسية المغربية، وهي علاقات تستند إلى تاريخ مشترك وطويل وتقوم على ثقة متبادلة لم تهزها الأزمات ولا السنوات". وأضاف أن بلاده لن تنسى التضحيات التي قدمها جنود مغربيون خلال الحرب العالمية الأولى والثانية لكي تسترجع فرنسا حريتها وتتخلص من النازية
وهنأ هولاند السلطات المغربية والبرلمان على الانجازات الديمقراطية التي حققتها البلاد، لا سيما تلك المتعلقة بحرية المرأة والصحافة واحترام العقائد والديانات
وقال "المغرب بلد يتمتع بالاستقرار وذلك بفضل النظرة السياسية الحكيمة لمحمد السادس وقوانين الدستور المعدل في 2011، الذي فتح الباب أكثر أمام الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان والتنوع وفصل السلطات
تكثيف الديناميكية الاقتصادية بين المغرب وفرنسا
وفي المجال الاقتصادي، أثنى هولاند على العلاقات الاقتصادية الجيدة التي تربط الشركات الفرنسية بالمغرب، حيث استثمر الفرنسيون حسب رئيسهم أكثر من 6 مليارات يورو في الشركات المغربية خلال العشر سنوات الأخيرة، في حين وصلت قيمة المبادلات التجارية بين البلدين إلى 8 مليارات يورو. ولكن رغم الديناميكية الاقتصادية وتواجد حوالي 80 ألف فرنسي في المملكة، إلا أن هولاند دعا إلى تكثيف التبادلات التجارية بعد تراجع فرنسا من المرتبة الأولى إلى الثانية في ما يتعلق بالشراكة وذلك بعد إسبانيا
وحث هولاند على بناء شراكة ثنائية فرنسية-مغربية لكي يعود الاستثمار نفعا على البلدين وإلى تنسيق السياسات الاقتصادية بين الرباط وباريس بهدف اكتساح السوق الأفريقية والمغاربية
وفي الشأن المالي، شكر الرئيس الفرنسي الملك محمد السادس على الدعم السياسي الذي قدمه له عندما قرر إرسال قوات عسكرية إلى شمال مالي، موضحا أن باريس والرباط تعملان من أجل بلورة حل سياسي ديمقراطي في مالي ومن أجل دحر الإرهاب نهائيا من منطقة الساحل كونه يهدد أمن واستقرار دول حوض المتوسط وأوروبا.
مشكلة الصحراء الغربية تعيق بناء مغرب متكامل
وشرح هولاند السياسة الفرنسية في مالي قائلا إن جزءا كبيرا من القوات الفرنسية ستغادر مالي قريبا لتحل محلها قوات أفريقية تحت غطاء أممي وهذا لفرض الأمن في هذا البلد والسماح له بتنظيم انتخابات نزيهة تؤدي إلى عودة المسار الديمقراطي المنقطع منذ أكثر من سنة
وفي ما يخص مشكلة الصحراء الغربية، أقر هولاند أن هذه القضية لا تزال تفسد العلاقات بين دول المغرب العربي، خاصة بين الجزائر والمغرب، وتعيق بناء شراكة اقتصادية واجتماعية متوسطية ومغربية حقيقية تناسب تطلعات شعوب المنطقة
وأضاف أن فرنسا تساند خطة الأمين العام للأمم المتحدة وتوصيات مجلس الأمن لحل هذا الخلاف، مشيرا في الوقت نفسه أن فرنسا تساند أيضا الخطة التي قدمها المغرب في 2007 والتي تقترح منح استقلال ذاتي واسع النطاق للصحراء الغربية