| بقلم | د.صادق القاضي
الحب.. ليس مجرد علاقة بين اثنين.. بل يعني انفتاح ذاتيهما على الكون والحياة والآخرين. قال أجدادنا: (..ومايزال الحب يوسع قلب المحبوب حتى يتسع للحجر والشجر والناس أجمعين..).
***
نــحـــن بحاجة إلى الحب، أكثر من حاجتنا إلى أيّ شيءٍ آخــر، الثورة حب، والحب ثورة.. والثائر.. عاشق بالضرورة، لا يوجد ثائر لا يعشق، إنه بذلك لن يختلف عن أي إرهابي، عن أي بندقية.. ولأنه بخلافهما يمتلك قلباً مجنحاً ورؤية ثاقبة.. يحمل هدفاً نبيلاً ورسالة سامية.. وسينتصر.. سينتصر فقط لأنه يحب الحياة، ويضحي من أجل آخرين لا يعرفهم، ومستقبل لذوات أخرى تماهت فيها ومعها ذاته الرحيبة المفعمة بالحب والجمال.
***
الحب حرية، وتاريخ الحرية لا يمكن أن يكون غير تاريخ الحب، في براءته الوحشية وطفولته المشاعية، في تقوقعه خلف القضبان، واغتنامه الثغرات المنسية في الجدران العازلة، في انتصاراته للحيــاة والطبيعة، وهزائمه أمام القمع والنظام، في خشونة حريته البدوية، وأناقة أغلاله المدنية.. في انحيازه الدائم إلى الإنسان والفطرة.. ضد النزعات الطبقية والسلالية والعرقية والجنسية.. في إصراره على الوحدة والتوحد والاتحاد القائم على السلم والرغبة والقناعة.. وإسقاط كل الاعتبارات التي تحول بين الأفراد والجماعات والشعوب