هذا يحيلنا على أن علاج السبب مهم, ولا تنفع أية أدوية ما لم نتوخ معرفة السبب وعلى هذا فإننا نضيع وقتنا وجهدنا إذا عالجنا "الأمراض" علاجا عرضيا.
نفس الشيء ينطبق على الحياة السياسية والاجتماعية فإذا كنا نشكو من سوء التدبير والتسيير وغياب قائمين على الشأن المحلي في المستوى المطلوب فهذا داء, لكن الداء كما أسلفنا لا يزول إلا بمعرفة أصله / سببه وأصل الداء بهذه الجهة معروف فالقائمون على تسيير الشأن المحلي في أغلبهم وصلوا عن طريق " الانتخاب" هذا الانتخاب الذي تشرف عليه الإدارة الترابية ومعلوم أن هذه الإدارة ليست نائمة فهي تعرف قبلا الرجال الذين يتقدمون بترشيحاتهم وحين تتسلم طلباتهم لا شك أنهم ينصتون إلى توصياتها وهي مطالبة بأن تقبل ترشيحاتهم لكنها في الآن نفسه بإمكانها أن تؤكد لهم أن الوقت تغير وأن البلاد تبحث عن الرجل المناسب للمكان المناسب, وأن كلمة " المناسب" مهمة جدا في علاج أي "مرض" إذ لا يشفى الداء دون دواء مناسب, وبجرعات صحية, وربما لا يشفى دون اتخاذ الإجراء الصحيح المرافق. إنها إذن الكماشة التي تمسك برقبة المسمار لتخلعه فتستريح رجل طفلنا من الألم إلى الأبد
الأستاذ الشرقاوي مهداوي