الإبراهيمي في انتظار قبول دمشق خطته للخروج من الأزمة
سامية بلقاضي
اعترف نائب الرئيس السوري، فاروق الشرع، في أول حوار يدلي به هذه السنة أن ''مسألة الحسم العسكري لم تعد في مقدور لا الجيش النظامي ولا الجيش الحر''. وقال أن بقاء سوريا بات يتطلب ''تسوية تاريخية'' لإنقاذ البلاد من فوضى عارمة. مجددا قوله أن المعارضة على الرغم من الاعتراف الدولي بها والحديث عن تحقيقها لانتصارات ميدانية، إلا أنها غير قادرة على ''الإطاحة بالنظام عسكريا''.
واعتبر الشرع في حديث لصحيفة ''الأخبار'' اللبنانية، نشر أمس، أن الرئيس بشار الأسد لا يعارض مسألة الحوار بقدر ما يسعى للحوار من منطق القوة، في إشارة إلى سعيه لتحقيق حسم عسكري ومن ثمة إطلاق حوار وطني، غير أن نائب الرئيس السوري عاد ليؤكد رفضه لهذا الطرح. مشيرا إلى حتمية ''تقديم تنازلات والتوصل لتسوية سياسية للخروج من الأزمة''. رافضا في السياق ذاته اعتبار موقفه دليل على وجود خلافات في هرم السلطة، حيث قال أن هناك ''وجهات نظر مختلفة في القيادة حول طرق التعامل مع الأزمة غير أنها ليست خلافات عميقة''. مشددا على أن الأسد ''ما يزال يمسك بمقاليد الحكم في يديه''. وتأتي هذه التصريحات في الوقت الذي يتزايد الحديث عن خطورة الأوضاع في سوريا وضرورة إيجاد مخرج للصراع الدائر، إذ اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون أن قصف الطيران الحربي لمخيم اليرموك ''تطور درامي'' يُنذر بتدهور كبير للوضع الأمني، داعيا المجتمع الدولي إلى إيجاد توافق سياسي. وبهذا الخصوص كشفت مصادر من الأمم المتحدة، أن المبعوث المشترك الأخضر الإبراهيمي بصدد طرح خطة جديدة للخروج من الأزمة، استنادا لاجتماعه مع ممثلين عن الخارجيتين الأمريكية والروسية، معتبرا أن الخطة المقترحة أفضل صيغة للتقارب بين الدولتين لرؤيتهما للحل السياسي.
ويتعلق الأمر بتشكيل حكومة انتقالية يشارك فيها وزراء من النظام السوري إلى جانب شخصيات معارضة، على أن تستلم رئاسة الحكومة شخصية معارضة أو محايدة، فيما يتنحى الأسد عن الحكم خلال الثلاثي الأول من السنة المقبلة، غير أن هذا العرض الجديد يظل رهن قبول الرئيس السوري، إذ من المنتظر أن يتوجه الإبراهيمي إلى دمشق لعرض الصيغة الجديدة على بشار الأسد.
ويبدو أن أنقرة هي الأخرى أبدت موافقتها على هذه الصيغة، حسب ما نقلته صحيفة ''راديكال'' التركية، فيما لم تبد كل من الصين وطهران موقفيهما من الحل المقترح. مع العلم أن الرئيس الإيراني ألغى زيارته المقررة أمس إلى تركيا بسبب إصرار أنقرة على نشر صواريخ الباتريوت على طول الحدود مع سوريا، الأمر الذي اعتبرته طهران ''تصعيدا عسكريا قد يتسبب في حرب شاملة في المنطقة''.
ميدانيا، ذكرت لجان التنسيق المحلية استمرار قصف الطيران الحربي لمخيم اليرموك بالعاصمة دمشق، بينما اضطرت وحدات من الجيش النظامي للتراجع في عدد من المناطق التي شهدت اشتباكات مع الجيش الحر، خاصة في ريف حماة، على حد ما أكده المرصد السوري لحقوق الإنسان. من جانب آخر، ذكر الجيش الحر أنه منح الجنود النظاميين بمحافظة حماة مهلة يومين لتسليم أنفسهم وأسلحتهم قبل تنفيذ هجوم شامل على المحافظة