عبيد الصنك المعبود يا كَلوب الحجر
كَلوب طايشة مليانة بلغدر
سلسلتو لقبور
هالحق.. وها المنكر
الخز للصخر من هم لبحر شكا
والرياح العاصفة هجرات البرق والرعد
ما بين صخرة جامدة وعوافي زاندة
ل صهد الريح هامدة
هذا ب مهمازه ينغز
هذا ما يرد عليه
لا دوا يداوي
حسبت عشرة وعشرة عرفتها شحال تساوي
القرن العشرين هذا
عايشين عيشة الذبانة ف لبطانة
راه الفرق العظيم بين التفاح والرمانة
واش من فرق بين أنت . . . وأنت . . . وأنا
كان هذا الكلام الغاضب فاتحة يبدأ بها "باكو" أغنية : لبطانة، الشهيرة
عبد الرحمن باكو الذي رحل يوم الأحد 14 اكتوبر الجاري و سيوارى جثمانه الثرى يوم الاثنين في مقبرة بمدينة الصويرة،منذ سنة 2006، فنان كناوي من عيار ثقيل. ولد عبد الرحمان قيروش وهذا هو الاسم الحقيقي لباكو، بالصويرة سنة 1948، كان حين يغني تأخذه الجذبة ويغمض عينيه تماما. قبل التفنن في الألوان الكناوية و ملوك الحال، كان باكو يتفنن في النقش على خشب العرعار، وقبل التحاقه بناس الغيوان أسس إلى جانب شباب مراكشيين فرقة اختاروا لها من الأسماء "جيل جيلالة"، لم يطل المقام بعبد الرحمان، مع محمد الدرهم ورفاقه، فقد حل الراحل بوجميع بمدينة مراكش باحثا عن عازف ماهر على آلة هجهوج، يحكي العربي باطما في كتاب مذكراته: الرحيل، موضحا ان بوجميع كان يريد الاتصال بفنان آخر لكن الأقدار جعلته يلتقي بعبد الرحمان باكو، فاقترح عليه الاشتغال مع المجموعة، حمل باكو سنتيره وسار خلف بوجميع، لم يناقش ولم يشترط، يقول العربي باطما في الرحيل
يحكي باكو في مذكراته أن لقاء جمعه بالمطرب اللبناني مارسيل خليفة فطلب منه الأخير أن يشرح له جملة من أغنية للغيوان تقول: سنتير يزير انغامو على الحصير، سكب وتعبير، أي أن آلة السنتير تزأر وتسكب أنغامها وتعبيراتها خلال جلسة يفترش جلساؤها الحصير، فهم مارسيل المعنى وقال له: لو غنيتم هذه الجملة فقط، لاستحقت الغيوان كل هذه الشهرة
بعد وفاة العربي باطما، فضل باكو أن تلوذ المجموعة بالتأمل وقراءة الذات، بينما دفع الباقون في اتجاه مواصلة المسيرة الفنية. وقع الخلاف وانصرف باكو. هو يقول إنه طرد، وعمر يقول إنه غادر. اختلفت الروايات، لكن الذي لا يختلف فيه الجمهور هو أن المجموعة أعطت للساحة الفنية المغربية الكثير، وأنها أكبر من أن تصبح مجرد ذكرى. لو كانت الغيوان ظاهرة فقط لطواها النسيان، لكن أن تجد شبانا ومراهقين يحفظون أغانيها ويجذبون وراء أنغامها.. فذلك مربط الفرس الغيواني تعد هذه المجموعة المعادل الجمالي والفني لآلام الشعب المغربي وآماله، فيصعب أن تسأل شابا أو مثقفا أو طالبا عن ناس الغيوان فلا يجيبك، فمهمومة، وغير خودوني، ونرجاك أنا، وسبحان الله صيفنا ولا شتوة، وضايعين ضايعين، والهمامي... وغيرها كثير من أغاني ناس الغيوان تتردد على ألسنة فئات متعددة ومتنوعة من أبناء الشعب المغربي، بل أصبحت هذه الأغاني في مرحلة معينة من تاريخ المغرب، وما زالت هي الملاذ للهروب والاحتماء، من سياط الفقر وقلة ذات اليد، وللتعبير عن المساس بالحريات، وخرق حقوق الإنسان... والاهم في تاريخ مجموعة ناس الغيوان أن انتاجاتها الغنائية استطاعت أن تكسب خلودا فنيا لافتا